العين الإخبارية – ماهر منصور
6 أيار 2019
رابط المقال: https://bit.ly/30qpBqu
يقدم الثنائي المخرج الليث حجو والكاتبة إيمان السعيد، مادة درامية في المسلسل السوري “مسافة أمان” قد تكون الأكثر التصاقا بالمجتمع السوري اليوم.
ويعود ذلك إلى أن حكايات أبطال المسلسل تدور وسط المجتمع الخارج من غبار الحرب بكل ما غيّرت هذه الأخيرة فيه، وما أرسته من شكل جديد لقيمه وقوانينه الحياتية وهموم ناسه، وهو مجتمع جديد على الدراما السورية التي اكتفت في السنوات الأخيرة (باستثناء مسلسل فوضى) بتقديم صورة المجتمع السوري بصورته المعتادة، متأثرا بنيران الحرب للمخرج الليث حجو الذي يمتلك رصيدا مرتفعا عند عشاق الدراما السورية.
وذاع صيت الليث حجو في السنوات الأخيرة باعتباره صاحب الأعمال الأكثر اقترابا من خصوصيتها المحلية، حيث يبدي الرجل حساسية عالية في التقاط مواضيع مسلسلاته والعمل عليها، إضافة إلى إدارته المعرفية للنص.
عمليا كان مسلسل “الندم” الدراما الاجتماعية الأخيرة للمخرج الليث حجو، وقياسا بالأثر الذي تركه المسلسل، بلا شك سيكون “مسافة أمان” في قائمة اهتمام محبي الدراما السورية وهو تحدٍّ حقيقي للمخرج حجو بعد اختلاف جمهوره على تقييم مسلسله الأخير ” الواق واق”.
أما كاتبة المسلسل الفلسطينية إيمان السعيد فقد عرفها الجمهور من قبل من خلال مسلسل “سحابة صيف” (2009) وفيه قدمت حكاية شديدة الذكاء في التقاط التفاصيل الصغيرة من حيوات أبطالها، التي تجعلهم شديدي التأثير، وهو الأمر الذي من المأمول أن تعيده في “مسافة أمان” مع فارق بنضوج الرؤية وتكنيك الكتابة لصالح الأخير على اعتبار أن الفارق بين كتابة المسلسلين هو 10 سنوات.
كاريس بشار وسلافة معمار وقيس الشيخ نجيب وعبدالمنعم عمايري، إضافة إلى حضور مختلف للفنانين جرجس جبارة وأندريه سكاف وحسين عباس وحلا رجب، سيجسدون الحكاية في “مسافة أمان”.. قد عرفنا هؤلاء من قبل يمنحون شخصياتهم أبعادا جديدة وجدية أمام الكاميرا ويعيدون تشكيلها بما يضمن قوة حضورها أمام الناس.
التفاؤل بالعمل لا يعني نجاحه بالضرورة؛ إذ لطالما قلنا إنه لا يمكن تحديد وصفة كاملة لنجاح العمل الدرامي، وإنما نقرأ العمل ونستبشر به انطلاقا من أن أصحابه لم يخرجوا يوما من دائرة التركيز الجماهيري، وظلوا عند غالبية الناس مبعث ثقة بجودة المسلسلات التي تأتي بتوقيعها، وإن لم تنجُ أعمالهم من الخيبة أحيانا.
يعرض العمل على قنوات: lbci وldc ولنا ودجلة ومنصة Ten Time الإلكترونية.
Leave a Reply
Want to join the discussion?Feel free to contribute!