سلوان حاتم
نشر هذا المقال في صحيفة الثورة بتاريخ 24 أب عام 2014
بعد أن نجحت ثنائية الكبيرين دريد لحام ومحمد الماغوط والتي أثمرت عن العديد من التجارب الناجحة على صعيد الدراما والمسرح، مثل غربة وشقائق النعمان ووين الغلط ووادي المسك وغيرها.
عادت هذه الظاهرة لتبرز أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة مع العديد من الأسماء كان من أبرزها تعاون المخرج الكبير نجدة أنزور حينما أخرج سلسلة فانتازيا تاريخية كتبها هاني السعدي، بدءاً من الجوارح فالكواسر وآخرها الفرسان، أما اليوم فالشراكة الناجحة لها عنوان يتمثل في تعاون ممدوح حمادة كتابة والليث حجو إخراجاً.
الثنائية والتعاون لا تعني بالمطلق أنّ المخرج لا يتعامل إلا مع هذا الكاتب أو العكس، لأن هذا إجحاف بحق المخرج أو الكاتب، والدليل على ذلك نجاح أعمال لم تجمع لحام مع الماغوط، أو أنزور مع السعدي، وحتى ممدوح حمادة كان له مجموعة من الأعمال الكوميدية الناجحة مثل بطل من هذا الزمان- مبروك- قانون ولكن.
كذلك نجح الليث حجو في تقديم أعمال لم تجمعه مع حمادة مثل الانتظار وخلف القضبان وأهل الغرام وجميعها لا تدخل ضمن تصنيف الكوميديا التي جمعته مع حمادة وحتى مسلسل حجو الأخير سنعود بعد قليل تأليف رافي وهبي لا يدخل ضمن الأعمال الكوميدية.
إذاً التقى حجو وحمادة في إطار الكوميديا الهادفة، بدأ هذا اللقاء منذ لوحات «بقعة ضوء» و«ع المكشوف» و«ما في أمل»، قبل أن يبدؤا معاً رسم صورة مختلفة للكوميديا، عندما قدما مسلسل «ضيعة ضايعة» بجزأيه ومسلسل الخربة ومن ثم قدما هذا العام مسلسل الحقائب «ضبوا الشناتي» لينجحا في تقديم صورة كوميدية بعيداً عن التهريج والابتذال، ويبدو أن المخرج والكاتب قد وجدا نوعاً من الكيمياء بينهما أثمرت مسلسلاً يختلف عما سبق وقدماه.
الحقائب أو«ضبوا الشناتي» يختلف عما سبق من التعاون بينهما، فالنص يتشابه من حيث طرحه لقضايا معيشية، وإقحام ضيوف على العمل تدعم النص ولا تجعله ضحية النمطية، أما الاختلاف فيكمن في عدة أمور منها أن حمادة لم يضع في نصه هذه المرة شخصيتين متنافستين رئيسيتين كما فعل في ضيعة ضايعة «أسعد وجودي» و«الخربة» (أبو نمر وأبو نايف)، لتصبح العائلة كلّها بطلة، فتنوعت البطولة أكثر وهذا ما سمح للمسلسل طرح قضايا أكثر تنوعاً، وبالتالي عدم الوقوع في (المط) والتهريج الذي عادةً ما يصيب الكوميديا.
أما المخرج الليث حجو فيحسب له أنّه يبدل أبطاله ولا يعتمد على نجم معين في بطولة أعماله، فهو يختار الممثلين بما يناسب العمل، فينتقي الممثل حسب مناسبته للدور، فبعد أن أشرك عدداً من الممثلين المغمورين (إعلامياً) في ضيعة ضايعة والخربة، حاول هذه المرة الاعتماد على أسماء معروفة لكن لم تُخرج إمكانياتها وكأنه أراد اكتشاف هؤلاء الممثلين وقدراتهم كما فعل مع أيمن عبدالسلام ولوريس قزق اللذين لم تعطهما الأعمال السابقة حقهما فأظهرهما في شكل مختلف يتناسب مع ملكاتهما التمثيلية.
ومما يميز «الحقائب» هو القراءة الرائعة للنص من قبل الليث حجو، وخاصة أنّ المسلسل اعتمد على رمزية بعض المشاهد التي قد يفسرها المشاهد بطرق مختلفة، كما أن اختيار الأسماء في العمل كان مناسباً للمضمون فالأب بسام كوسا (خليل) والأم ضحى الدبس (فيحاء) والابن المعتدل أحمد الأحمد (سلام) والاخت الصغيرة لوريس قزق (ياسمين) وبالنظر إليها فهي أسماء لها دلالات رمزية متناسبة مع الطرح الذي يريده العمل.
وكي لا نجحف حق الممثلين فإن (الفنان الراحل نضال سيجري وباسم ياخور وبقية النجوم في ضيعة ضايعة) و(دريد لحام ورشيد عساف والبقية في الخربة) كان لهم دور مميز في إنجاح هذه المسلسلات، كما فعل بسام كوسا وضحى الدبس وأمل عرفة وأيمن رضا وأحمد الأحمد في الحقائب، كذلك استعانة المخرج ببعض الأسماء التي تظهر كمساعدة في الأعمال الثلاثة كالفنان جرجس جبارة والممثل جمال العلي بأدوار مختلفة يساهم في إضافة نكهة مميزة لما يقدمه الليث حجو من كتابة ممدوح حمادة.
بقي أن نشير إلى أنّ المسلسل وحسب استبيان صحيفة الثورة وشام إف إم قد نال المركز الأول من حيث المشاهدة، كما أن الممثل بسام كوسا والفنانة أمل عرفة نالا أفضل ممثل وممثلة لهذا العام.
فهل سيستمر تعاون حمادة- حجو في أعمال جديدة أم سيكتفيان بما حققاه من نجاح كما حدث مع سابقيهم من الثنائيات.. هو سؤال نتركه للأيام كي تجيب عنه..
Leave a Reply
Want to join the discussion?Feel free to contribute!