نشر هذا المقال في مجلة لها بتاريخ 15 حزيران 2009

أثار المخرج السوري الشاب الليث حجو الكثير من الاستغراب عندما رفض العرض الذي تلقاه من شركة إنتاج مصرية لتولي إخراج مسلسل يحكي سيرة حياة المطربة المصرية ليلى مراد، وقد تم ترشيحه لتلك المهمة بناء على أعماله التي لاقت صدى واسعاً عربياً بدءاً من سلسلة بقعة ضوء الذي كان من أهم مؤسسي هذا المشروع، ومروراً بمسلسل «أهل الغرام» الذي كان له نصيبه الكبير من النجاح، ومسلسل «الانتظار»، وغيرها من الأعمال الناجحة.

في لقائنا مع حجو يشرح لنا أسباب رفضه لهذا العمل، ويكشف لنا سرّ منع عرض مسلسل «فنجان الدم» في رمضان، وحقيقة إثارة العمل لمشكلات بين القبائل البدوية، بالإضافة إلى قراره عدم التصدّي لإخراج مسلسل شامي وعدم رغبته في إخراج «بقعة ضوء» مجدداً.

 – بداية نسألك عن مشروعك الأخير «فنجان الدم» ماذا حلّ به؟ هل سيُعرض قريباً؟

كان من المفترض عرضه في رمضان على قناة «إم.بي.سي» ولكنها أجلت عرضه ولم ترفضه، فعندما طلبته للعرض في رمضان لم تتم مشاهدته بشكل كامل فقرّرت تأجيل العرض.

– هل تعتقد أن العمل حورب لشخصك مثلاً، أو محاربة للجهة المنتجة، أو لبطل في العمل، أم ماذا بالضبط؟

أولاً لا أعتقد أن العمل حورب لشخصي فلم أسمع مثل هذا الكلام وليس لدي مشاكل شخصية مع أحد، وثانياً العمل لا يوجد فيه مساس بأي قبيلة من القبائل ولا بأي اسم لا في السعودية ولا في سورية، فمجمل الأحداث التي تناولها العمل وحتى أسماء القبائل لا وجود لها لا في سورية ولا في أي مكان آخر.

– ما هي الخسائر المادية التي لحقت بالعمل؟ وهل تعتقد أن عرضه الآن سيعوض عما حدث؟

هذه المسألة تخص الإنتاج، ولكن لا أعتقد أن هناك خسارة مادية، فمنذ البداية كانت الميزانية كبيرة جداً ومتوقعة منذ الدخول في العمل.

– قلت في لقاء سابق إن المنع كان من جهات متنفذة لعرض الأعمال البدوية الأخرى، هل تقصد مسلسل «صراع على الرمال»، وهل يمكن أن تكون جهة إماراتية مهمة قد تدخلت لدى المحطة لمنع عرضه؟

حقيقة لم أسمع عن جهة إماراتية بل سمعت عن جهة سعودية وشركة منتجة وليست مسؤولة روجت الأخبار في الصحافة ونشرت أخباراً أن العمل يمس قبائل سعودية، وفي النهاية هي لعبة صحافة لا أكثر، هذا ما أثار المشكلة، لكن لا أستطيع تحديد الجهة بالضبط ولا حتى ذكر أسماء، فكل هذا أدّى إلى تأجيل العمل، ولكن كان ذلك لصالحه أيضاً فقد أصبح لدي الفرصة للعمل على عمليات الميكساج والمونتاج وسائر العمليات الفنية الأخرى، وأنا أعتبر نفسي المستفيد الأكبر من تأجيل عرض «فنجان الدم».

– لماذا لم يعرض العمل على محطات أخرى؟ ألم يكن بالإمكان عرضه آنذاك؟

العمل لم يرفض في «إم.بي.سي» فهي محطة محترمة والعرض فيها مفيد جداً للعمل، لذلك لم نلجأ إلى محطة أخرى.

– ما رأيك في مسلسل «صراع على الرمال»؟ هل استطاع نقل البيئة البدوية؟

«صراع على الرمال» عمل فني جميل وجديد من نوعه، فلم يكن كلاسيكياً أو مقلّداً لأنواع الأعمال البدوية بغض النظر عن تقبّل الناس له أم لا.

في كل الأحوال نحن في سورية نحاول تقديم تجارب جديدة ومختلفة وليست مكرّرة، فعلى الأقل المخرج حاتم علي ومجموعته ككل قدّموا طرحاً جديداً يستحقّون الاحترام عليه من حيث المغامرة الإنتاجية والفنية واللغة البصرية، فربما تعتقد بعض الشركات التي تنتج العمل البدوي أنه أفقر أنواع الإنتاج ولا يحتاج إلى أكثر من خيم وخيول وكومبارس، لكن العكس هو الصحيح، والمخرج حاتم علي تعامل مع هذه المادة باحترام وسخاء.

 

– هل تمكّن حاتم علي من اتّقان العمل البدوي؟

حاتم علي مخرج متميز، ولا أعتقد أنه لا يستطيع التمييز بين الواقع وبين المتخيل، ربما كان هناك بعض العناصر التي خرجت عن سيطرته، رغم معرفتي أنه يحسن جداً السيطرة على أدواته، وليس المطلوب دائماً هو نقل الواقع بحذافيره وتفاصيله، ولا أشك في قدرة حاتم علي على معرفة تشكيل الخيمة البدوية الحقيقة، أو معرفة لباس البدو، وإنما هي رؤية حاتم علي التي أضافها إلى العمل، ومن حقه إضافتها بلغة فنية، فنحن في النهاية نتكلم عن عمل فني.

– هل تقصد أنه أضاف للعمل البدوي نكهة عصرية؟

ربما، وهذا طرح جديد فربما تكون نكهة عصرية أو غير عصرية، لكنه أضافها بلمسة فنية واضحة.

 

– البعض حوّل عدم عرض «فنجان الدم» إلى موضوع منافسة بينك وبين المخرج حاتم علي وبين بطل عملك جمال سليمان وبطل عمل حاتم تيم حسن، ليتم تفوق حاتم وحسن عليكما، هل هكذا أًصبحت تقاس الأمور؟

الأمور لا تقاس على هذا الأساس. أنا احترم كل العلاقات في الوسط الفني في سورية، ولا أعتقد أننا سنصل إلى هذا الأسلوب سواء من حاتم علي أو جمال سليمان أو تيم حسن أو حتى أنا، فالعلاقات بيننا مستمرّة، مثلاً أنا وتيم حسن كان بيننا تجربة ناضجة جداً، والمخرج حاتم علي وجمال سليمان كان بينهما تجارب مهمة، وأسسا معاً لنوع من الدراما، فلا أعتقد أن تتحول هذه العلاقات إلى عداء لمجرد عمل واحد، ولكن الصحافة أحياناً تتدخل لتستفيد من تلك الشائعات.

– هل يلتقي «فنجان الدم» بعمل «صراع على الرمال» من ناحية النص أم أن العملين مختلفان تماماً عن بعضهما؟

العملان مختلفان تماماً عن بعضهما، ربما تكمن المشكلة في تصنيف العملين من الأعمال البدوية، والفرق بينهما كالفرق بين عملين اجتماعيين تماماً، فالعمل البدوي هو المناخ الذي تجري فيه الأحداث، بإمكاني تقديم عمل بدوي كوميدي، أو عمل بدوي تراجيدي.

التقينا في المكان ولكننا لم نلتقِ في المعالجة والطرح والأفكار، فالكاتب هاني السعدي أصبح معروفاً كيف يكتب ويفكر وطريقة تناوله للمواضيع صارت واضحة منذ بداية عمله وحتى اليوم، والكاتب عدنان عودة وهو ابن البادية ومتصل اتصالاً كبيراً بالمكان والأشخاص في البادية، ومعرفته بها تسبق معرفته للنقد والدراسات المسرحية والكتابة باعتباره نشأ في البادية، فلا يمكنه أن يتقاطع مع رؤية هاني السعدي المدنية للبدو بل هناك اختلاف كبير جداً بينهما، وأنا لا أرى نقاط تقاطع بينهما لنفعل صراعاً على شيء غير موجود.

 

– ما هي المحاور الأساسية في عملك؟ وعلى ماذا اعتمدت في إخراج هذا النوع من الأعمال؟ اعتمدت بالدرجة الأولى على مصداقية النص وتفاصيله، فالنص شدّني وجذبني رغم أنني لم أكن مشدوداً إلى الأعمال التاريخية أو البدوية أو التي تصنف تحت مسمى الإنتاج الضخم. وكان لابدّ من تسليط الضوء على مفاهيم مختلفة وعلاقات اجتماعية مختلفة وتركيبة بشرية تستحق تسليط الضوء عليها ورؤيتها من الخارج.

 

– في كل مرة تتكرر فيها نوعية معينة من الأعمال الدرامية، يعزو القائمون السبب إلى التنسيق بين الشركات. لكن كيف تراود الفكرة نفسها مجموعة من الكتّاب وفي الوقت نفسه. ألا ترى أن الموضوع محكوم بما تفرضه الفضائيات العربية؟

يعود ذلك بالدرجة الأولى إلى طلب الفضائيات، وأعمالنا بالنهاية يجب أن تعرض على الفضائيات ولا تبقى مخبأة في الأشرطة، وهنا أتمنى أن يكون لدينا فضائية خاصة بنا في سورية تعبّر عنّا، فعندها سنكون جاهزين لخدمتها.

– البعض قال إن الدراما البدوية فرضها الخليجيون بعدما تراجعت الدراما الخليجية أمام السورية، فكان الحل بأن يقدم السوريون الدراما البدوية. ما رأيك؟

في البداية علينا ألا نربط البدو بالخليج إذا عدنا إلى التاريخ في سورية لوجدنا أن البدو موجودون منذ القدم ويشكلون مساحة كبيرة تقارب المدينة، لكننا نتهم بشكل دائم أننا نعمل لصالح الخليج، ولا أدري لماذا تعتبر تهمة! ولماذا لا نذكر كيف أن تلك المحطات الخليجية ساهمت في دعم الدراما السورية فازداد نشاطها وارتفعت أجورها واتسع توزيعها، وبالعودة إلى عملنا البدوي الذي كتبه الكاتب السوري عدنان عودة، وهو من أصل بدوي، فهو مكتوب من ست سنوات قبل أن تظهر هذه الموجة من الأعمال البدوية، وقد عرض النص على شركات أردنية وسورية وخليجية وكلها لم تكن قادرة على إنتاجه، إلى أن استقر العمل عند شركة سامة، وعندما تم توقيع العقد لم تكن خطة رمضان لهذا الموسم معروفة بعد، ولا حتى الأعمال البدوية الأخرى، كل هذه الوقائع تؤكد أن العمل لم يتبع الموجة، مع ذلك أكرّر أنها ليست تهمة أن نأخذ ظروف المحطات الخليجية في الاعتبار.

– ألا ترى أن ذائقة الجمهور السوري المحلي مختلفة قليلاً عن ذائقة الجمهور العربي والخليجي خصوصاً؟ ففي كل موسم رمضاني يكون العمل الاجتماعي الواقعي هو الأول محلياً فيما تأتي الأعمال البيئية أو التاريخية والآن البدوية هي الأولى عربياً. كيف نستطيع التنسيق لاحترام الذائقة السورية أولاً بما أننا نحن من نقدم هذه الدراما؟

الجمهور السوري مظلوم في هذه النقطة بسبب وسائل الإعلام لديه، ففي مصر مثلاً هناك 80 مليون مشاهد ولديهم محطاتهم الخاصة ويكتفون بعرض أعمالهم عليها، وهذا يعود عليهم بالربح حتى إن لم يوزعوا أعمالهم في الخليج.

بينما في سورية هناك المحطة التي تحكمها هواتف لتحديد عرض الأعمال في رمضان دون أي مقياس أو قاعدة لشروط العرض الجيد، فمن سيغامر في وضع أرقام ضخمة تحت رحمة التلفزيون السوري، خاصة أن الرقابة لا تملك لغة للتواصل؟ فعلى أي أساس ستضع الشركات الخاصة أموالها لتراعي رغبة المشاهدين إذا لم تراع المحطة رغبتهم؟ فلماذا نطالب الشركات الخاصة والفنانين بتحقيق رغبات المشاهد السوري ولا نطالب الإعلام السوري بذلك؟

– لم تتوقّع كل هذا النجاح لمسلسل «ضيعة ضايعة» هذا ما صرّحته أكثر من مرة لكن البعض قالوا إن اللهجة هي التي حملت نجاح العمل، هل توافقهم الرأي؟

حقيقة لم أتوقّع له كل هذا النجاح خاصة أن العمل محلي وموجّه إلى الجمهور السوري الذي يعتبر أكثر جمهور صعوبة من ناحية الذائقة الفنية، فعندما فكرت في «ضيعة ضايعة» بقي تفكيري محدداً بكونه عملاً محلياً ولم يخطر ببالي أن الجمهور سيفهم هذه اللهجة في دول الخليج ومصر ولا حتى في أي مكان آخر غير سورية، بل فكرت في الجمهور السوري حصراً.

اللهجة ربما كانت سبباً لنجاح العمل، لكني سمعت أنها كانت عائقاً في انتشاره في بعض المحطات ومنها محطة «إم.بي.سي».

أما أنا فأرى أن اللهجة كانت سبباً في نجاحه ولم أكن نادماً أبداً على إخراجي له بهذه الطريقة، ولو أتيحت لي فرصة إخراجه مرة أخرى فسأقدمه باللهجة نفسها.

 

– بعد الإعلان عن جزء ثانٍ للعمل عدت لتوقف إنجازه، هل خفت من تكرار تجربة «بقعة ضوء»، أم أن «ضيعة ضايعة» أصبح عقدة نجاح بالنسبة إليك؟

نعم هذا صحيح، تجربة «بقعة ضوء» أثبتت أن التكرار سبب فشلها فحرصاً على مسلسل «ضيعة ضايعة»، ولكي يبقى في ذاكرة المشاهدين بهذه الجمالية، كان من الأفضل ألا يكون له جزء ثان، وبما أنه لدينا القدرة على كتابة مثل هذا النوع من الأعمال، سنقوم بكتابة شيء جديد قريب من «ضيعة ضايعة» أي من صنفه ونوعه، لكن الفكرة مازالت قيد الدرس، ربما تكون لهجة جديدة لمنطقة أخرى في سورية لتسليط الضوء على زوايا جديدة ولهجة أخرى من اللهجات المحلية.

– البعض قال إن أبطال العمل بالغوا في اللهجة وانفعالاتها، هل هذا كان بمجهود شخصي منهم، أم أنت من وجّهتهم إلى ذلك؟

سمعت بموضوع المبالغة في اللهجة، والبعض كان له تحفظ على تأدية اللهجة بهذه الطريقة، ولكني أقول لهم ان المنطقة التي نتحدث عنها افتراضية وفي كل حلقة كنا نعزز ذلك ونؤكد أنه في مكان مفترض يوجد أشخاص في هذا العالم مفترضون، فالطبيعي أن تكون اللهجة مفترضة أيضاً، وعندها وجدناها محببة وقريبة من القلب، والمبالغة لم تكن في اللغة فحسب بل في كل شيء بما في ذلك الشخصيات كشخصية أسعد وجودة، وهي شخصيات مفترضة ومبالغ فيها أيضاً لذلك المبالغة لم تقتصر على لغة العمل بل شملت جوانب العمل ككل.

-على ماذا اعتمدت في اختيارك للممثلين في العمل؟

سبق أن كان بيننا تجربة مع الفنان باسم ياخور والفنان نضال سيجري في لوحة من لوحات «بقعة ضوء»، وكذلك الفنان جرجس جبارة في دور رئيس النظارة، ونجحت هذه اللوحة كثيراً لذلك تم اختيار الفنانين أنفسهم، ثم تمّ استكمال الشخصيات بشرط أن يكونوا جميعهم من منطقة اللاذقية ليتقنوا اللهجة دون افتعال أو ادعاء.

بعد ذلك تعرّفت عليهم أكثر من مرة وكنت سعيداً جداً بالعمل معهم بمن فيهم الفنانة آمال سعد الدين التي برزت وكانت موهوبة جداً وأدّت دورها بإتقان.

-ما سبب اتساع جمهور هذا العمل في كل مرة يعرض فيها؟ هل الشكل الدرامي الشبيه بلوريل وهاردي أو غوار وحسني هو السبب؟

حقاً هذا النوع من الثنائيات هو الأبقى والأطول عمراً في ذاكرة المشاهد وأنا كمشاهد استمتع كل مرة أتابع فيها هذه الأعمال والأعمال الكوميدية الجيدة هي التي تكسب جمهورها كلما أعيد عرضها.

– ألا تخاف إن تخليت عن مشروع الجزء الثاني أن يأتي مخرج آخر ليقدمه بشكل قد يسيء إلى ما قدمته في الجزء الأول؟ ألست أولى بهذه التجربة؟

حدث هذا في «بقعة ضوء» و«أهل الغرام» وإذا حدث في «ضيعة ضايعة» فسيكون هذا وساماً لي بعدما غامرت وحصدت النجاح عندها إذا أعيد العمل باسم مخرج آخر سيكون لصالحي أيضاً ولكن ليس لصالح العمل، فالعمل أصبح متكاملاً بممثليه ومناخه وكتابته ومخرجه، ولا أعتقد أن أحداً سيغامر في إنقاص أي عنصر من العناصر الأساسية لهذا العمل.

 

– رغم أن مسلسل «الانتظار» نال التصنيف الممتاز في التلفزيون السوري، عومل بطريقة سيئة بعد عرضه على القناة الثانية. ما هي مشكلتك مع التلفزيون السوري؟ وهل هي مشكلة شخصية؟

ليست مشكلة شخصية لكني اعترضت على سوء الإدارة والتقدير والتصرف أحياناً. وهذا ينبع من غيرتي على المحطة وأسفي على الجهد الذي أبذله في كل عمل، وخاصة الانتظار، ثم يعرض بعد عامين مع أنه صنف في سنة إنتاجه على أنه عمل ممتاز… لقد عرض على القناة الثانية حتى لا تتاح الفرصة لأحد بمتابعته، ولا يوجد تفسير آخر لذلك، لكن حجّتهم كانت حاضرة وأني تأخّرت في تسليم أشرطة العمل. لكن ماذا عن مسلسل «أهل الغرام» الذي عرض الساعة الخامسة صباحاً بحجة أنه أصبح قديماً وهناك أعمال جديدة أولى بالعرض.

 في النهاية أقول أنه لا مشكلة شخصية لي مع أحد، وإنما هو خلاف بطريقة التعامل مع المادة السورية.

 

– ألا تخاف مع هذا الهجوم المتكرّر على التلفزيون المحلي أن تحارب أعمالك المقبلة رقابياً أو أن تحد من انتشار تلك الأعمال؟

منذ بداية عملي في «بقعة ضوء» لم أخف ولا أعير اهتماماً كبيراً للتلفزيون السوري لا رقابياً ولا إعلامياً أو تسويقاً واعتذر عن أي عرض يأتي من التلفزيون السوري لمقابلة أو برنامج إذاعي، ولكنني أعمل للجمهور السوري وأتمسك بالعمل في سورية مع أن عروضي للعمل في مصر والخليج قائمة وموجودة.

– ما رأيك في الجزء السادس من «بقعة ضوء»؟ وهل استطاع المخرج سامر البرقاوي أن يكمل ما بدأته في هذه السلسلة؟

المخرج سامر البرقاوي تسلّم المسلسل في ظروف صعبة جداً فالمسلسل تخلى عنه كثر بمن فيهم أنا وباسم ياخور وأيمن رضا.

– هل يمكن أن تتصدى مرة أخرى لإخراج «بقعة ضوء» إذا عرض عليك العام المقبل؟

تجربة «بقعة ضوء» كانت المدرسة الأولى التي تعلمت فيها وجربت فيها كل الأدوات التي أردت تجربتها، فخرج من «بقعة ضوء»، «ضيعة ضايعة» و«أهل الغرام» أيضاً. وأي عمل كامل أقدمه قد جربت جزءاً منه في «بقعة ضوء» فأنا حذر في كل تجربة عمل أخوض فيها. وأنا لست مع تكرار المشاريع.

– ما رأيك في الدراما السورية لهذا العام؟ هل استطاعت أن تتقدم بعدما عجزت العام الماضي عن إثبات نفسها؟

بالعكس أراها تتراجع، وإن كانت الأعمال كثيرة جداً، ولكن نسبة الجيد فيها قليلة.

– قلت أننا نحن من روّج لمحاربة الدراما السورية، كيف ذلك؟ وهل نحن من نطلق الشائعات عن أنفسنا؟

لا محاربة إطلاقاً للدراما السورية، بل قلنا إنه عندما لم تُبَعْ الدراما للمحطات هناك محاربة سياسية وعندئذ طلبنا الدعم لها فلقيناه خاصة من الرئيس بشار الأسد ونشكره على دعمه لنا. برأيي كل هذه الشائعات حول المحاربة كاذبة ومزيفة، فالأعمال الجيدة مقبولة أينما وجدت. ومازالت المحطات الخليجية والمصرية تطلب فنيين من سورية، ويفتخرون بالمخرج السوري أو الممثل السوري في أعمالهم، وهذا ما لاحظناه في الأعمال المصرية، وهذه المحطات هي أول من يقدم الدعم للأعمال السورية ومن يقدمها للإعلام وأعمالنا تعرض على محطات خاصة وليست حكومية، وأهم مثال على ذلك مسلسل «باب الحارة» الذي عرض في أحسن حالاته على «إم.بي.سي».

– إلى ماذا يطمح الليث حجو فنياً؟ وما هو مشروعك الفني الأهم في المرحلة المقبلة؟

مشروعي القريب أن أحصل على نص جيد ومشروعي الأبعد أن أحصل دائماً على العمل الجديد، فالقلق يحدث عندما نفقد الجديد في الدراما وعندها سأتقاعد عن الإخراج.

– رغم تميزك وتصنيفك من مخرجي سورية الأوائل مازالت سمة التواضع تلازمك على عكس الكثير من المخرجين الشباب. هل تحاول التميز من خلال هذه الصفة، أم ماذا؟

حتى لا أمدح نفسي وأكون صريحاً معك أكثر، بإمكانك معرفتي من خلال تجربة والدي ونجاحه. فالفنان عمر حجو رغم مسيرته الطويلة والحافلة مازال متواضعاً حتى اليوم.

– ما رأيك في تجارب المخرجين الشباب في الدراما أو السينما المصرية؟ وما هي التجربة الأهم برأيك؟

التجارب بشكل عام كانت جيدة والتجربة المصرية كان لها إيجابياتها وسلبياتها أيضاً، فهي نقلت إلى مصر حالة المنافسة وطرحت أسماء كبيرة وروجت لأسماء كبيرة لفنانين من سورية وقدمتهم بشكل محترم ولائق كان ينبغي تقديمهم به منذ زمن.

أما بالنسبة إلى السلبيات فقد نقلت بعض الأمراض الموجودة في الدراما المصرية إلى الدراما السورية لا أتحدث نظرياً بل هو شيء عملي وواضح حالياً في الأعمال وسيتّضح أكثر في الفترات المقبلة، أما بالنسبة إلى التجربة الأهم، فكل تجربة كان لها بصمة خاصة، تجربة جمال سليمان كممثل تختلف عن تجربة حاتم علي كمخرج لعمل عربي كبير، وتختلف أيضاً عن تجربة المخرجة رشا شربتجي التي احتكت بالبيئة المصرية كثيراً.

– هل تعتبر أن مشاركات الفنانين كانت أهم من مشاركة الفنانات السوريات كسلاف فواخرجي وجمانة مراد؟

سلاف فواخرجي كان لها تجربة مهمة جداً على مستوى السينما المصرية، فلا يمكن القول إن الفنانين الشباب كانوا أفضل من الفنانات لكل منهم تجاربه الناجحة، فجمال سليمان استطاع بمفرده وضع بصمة خاصة به بعيداً عن المخرج والنص والممثلين الآخرين، واستطاع بلهجة غريبة عن لهجته وتجربة ليست سهلة أن يبرز حضوره وتميزه وكذلك «الملك فاروق» للمخرج حاتم علي لاقى حضوراً على مستوى الوطن العربي كله.

– هل يمكن أن نرى ليث يوما ًمخرجاً لعمل شامي أم أنك بعيد عن هذه الأعمال؟

بالتأكيد لا، خاصة إذا كان العمل بالمعنى البيئة الشامية وعلى النهج الذي تتناوله الأعمال الشامية وإذا قررت تصوير مسلسل فحتماً سيكون مختلفاً من ناحية الشكل.

– ما رأيك في ما قدم من أعمال شامية لهذا الموسم؟ وهل «باب الحارة» هو الأب الروحي لتلك الأعمال؟

لا أعتقد ذلك، فهناك أعمال شامية أقدم منه وجميلة جداً منها مسلسل «أبو كامل» للمخرج علاء الدين كوكش. حتى مسلسل «صح النوم» هو عمل بيئة شامية، وذلك الاستديو هو النموذج الأهم والأبرز لهذه الكاركتر وبرأيي كل هذه الأعمال نجحت بناء على ذاكرة المشاهد وليس ذاكرة الحارة، بل هي ذاكره التلفزيون.

وهذا ما جعل المشاهد يتعلق بها ويستمتع بنكهتها الشامية منذ الأيام القديمة ومن الظلم أن نفضل عليها الأعمال الجديدة، إنما هي أعمال مستنسخة عن القديمة التي كانت أكثر منها أهمية وحيوية.

هل أنت مع قرار إنتاج جزء رابع وخامس من مسلسل «باب الحارة»؟

هذا الأمر يعود إلى كادر مسلسل «باب الحارة». ولكن برأيي الشخصي كان يجب الاكتفاء بالجزء الأول من العمل ولا داع للأجزاء الأخرى مع أنهم بذلوا جهدا ًيشكرون عليه.

-أطلق على الفنان سامر المصري لقب عكيد الفنانين السوريين، ما رأيك بهذا اللقب، وهل تعتقد أن ابتعاد عباس النوري كان لمصلحة سامر المصري؟

سامر المصري فنان بمعنى الكلمة، وصفة فنان أهم صفة تطلق عليه بغض النظر عن أي صفة ثانية كالعكيد مثلاً، فهي تصلح لزعيم حارة وليست لفنان كسامر المصري.

أما ابتعاد عباس النوري فكان لصالحه بالدرجة الأولى لنعرف محبة الجمهور له. فأحياناً الغياب يوضح لنا أهمية الشخص أكثر من حضوره.

– سمعنا عن اختيارك لإخراج عمل ليلى مراد في مصر ولكنك اعتذرت، لماذا؟

اعتذرت لأنني لم أحب النص وأنا في الأساس لست مع فكرة السيرة الذاتية، وكان شرطي إذا وافقت على العمل أن يعالج مواضيع شتى.

– هل من مشروع ارتباط قريب؟ وهل تفضل أن تكون فنانة أم أنك تفضل الارتباط من خارج الوسط الفني؟

لا يوجد حالياً مشروع ارتباط لست رافضاً له، لكن ليس من موضوع مطروح حالياً في هذا المجال. وأنا أفضّل الارتباط من خارج الوسط الفني.

– نراك بعيداً عن المناسبات الاجتماعية والفنية، لماذا؟

بالعكس أي احتفال له علاقة بالدراما ومشروع ثقافي لا أتردّد في حضوره لكن ليس بشكل دائم.

– بعدما حقّقت نجاحاً في إخراج كليب أصالة «ما بقاش أنا» هل يمكن أن تعود إلى إخراج الكليبات ثانية؟

أكيد سوف أكرّر التجربة لكن عندما تكون المادة جيدة وأصادف فنانة محترمة مثل الفنانة أصالة نصري. حالياً يوجد مشروع مع لينا شماميان وأنا أرحب بأي مشروع من مستوى عال لأتولى إخراجه، وأنا دائم البحث عن النص الجيد سواء لأغنية أو مسلسل المهم عندي المضمون الجيد وإذا كان لبضع ثوان ويحمل معنى راقياً بالتأكيد سأتولى إخراجه.

0 ردود

اترك رداً

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *