عفراء محمد – الحياة يوليو/ تموز 2008
يحقق المسلسل السوري «ضيعة ضايعة» للمخرج الليث حجو متابعة واسعة في صفوف الجمهور السوري، لابتعاده عن الطرح التقليدي، والتعريف بالشخصيات الأساسية ودورها العام في المسلسل عبر تعليق صوتي لم تعتده المسلسلات العربية.
ويتناول العمل الذي كتبه ممدوح حمادة حياة أهالي إحدى القرى السورية النائية قرية السمرا أم الطنافس، وكيفية تعاملهم مع أدوات الحضارة ووسائل الاتصال الجديدة في إطار كوميدي مبالغ فيه إلى حد ما.
ويختصـر المخرج الصراعات التي تدور بين البشر والطبائع الإنسانية المتضادة من خلال شخصيتين هما جـــودي وأسعد، بالاستناد الى بيئة تحتــــوي على المختار والتاجر والمخفر ورئيـــس المخــــفر، ما يعطي انطباعاً بأننا في عصر آخر، حيث كانت تستخدم الحمير لأغراض النقل وسواها.
ولعل منتقـــدي هـــذا المسلسل يأخذون عليه أنه يحاكي الماضي لا الواقع الذي نعيشه، أما مؤيدوه فيرون أنه عمل كوميدي ناجح، والدليل متابعة الناس له، وانتظار حلقاته من أسبوع إلى آخر.
ويرى مهند زينو طالب أن اعتماد المسلسل اللهجة اللاذقانية المحلية أو اللهجة “الصليباوية” نسبة إلى حي الصليبي، منحه أناقة خاصة به، إضافة إلى الأناقة البصرية من طريق وضع ترجمة مكتوبة لبعض العبارات كي تصبح مفهومة للمشاهدين العرب.
كما إن تقنية العمل الإخراجية والأسلوب البسيط جعلا هذه الكوميديا تستقطب الجمهور وتدخله في صلب الحياة “بعكس الكوميديا التي اعتاد عليها المشاهد”، على حد تعبير سمير غانم.
وعلى رغم استقلالية حلقات المسلسل في شكل نسبي إلا أنّ المخرج حاول أن يجعل المشاهد يعتاد الشخصيات ويفهم تركيبتها النفسية وردود فعلها مع كل مشكلة جديدة، ومن حلقة إلى أخرى.
كما أن الموسيقى المستخدمة التي قد تبدو للبعض ساخرة، تعبر في الحقيقة عن الحال الداخلية لهؤلاء الناس البسطاء.
ولعل خلو شوارع مدينة اللاذقية السورية من المارة عندما يعرض البرنامج على شاشة أبو ظبي دليل على أن «ضيعة ضايعة» من أكثر المسلسلات الكوميدية متابعة بين الجمهور الساحلي السوري بعد «بقعة ضوء».
Leave a Reply
Want to join the discussion?Feel free to contribute!