طارق الحميد

كتب هذا المقال في صحيفة الأخبار بتاريخ 4 آب عام  2011

 

انطلق شهر رمضان وانطلقت معه ردود الفعل الغاضبة على المسلسلات التي بدأ عرضها الإثنين الماضي، وبعد انتقاد «في حضرة الغياب» والمطالبة بوقفه بتهمة «الإساءة لمحمود درويش»، ها هي حملة أخرى تنطلق ضدّ «الخربة»، إذ أنشأ ناشطون على فايسبوك صفحة تطالب بوقف عرضه بتهمة «الإساءة لأبناء الطائفة الدرزية»، وتحمل المجموعة عنوان «حملة مقاطعة مسلسل «الخربة» المسيء لبني معروف.

لكن يبدو أن هذه الحملة ـــــ التي لم تنتشر بعد بقوة ـــــ لم تؤثر كثيراً على نسبة متابعة العمل.

كثيرون راهنوا على نجاح «الخربة» لأسباب عدة، أبرزها الشراكة بين الكاتب ممدوح حمادة والمخرج الليث حجو التي حققت نجاحاً في السابق خصوصاً في «ضيعة ضايعة»، كذلك فإن مشاركة النجم السوري دريد لحام كانت عاملاً إضافياً سيسهم في جذب المشاهدين في سوريا والعالم العربي.

ومع عرض الحلقات الثلاث الأولى للمسلسل على أكثر من فضائية عربية، بدا واضحاً أن الرهان في محله تماماً، إن كان لجهة النص، أو الإخراج أو أداء الممثلن

تدور أحداث العمل في قرية الخربة في السويداء جنوب سوريا، حيث تختفي تقنيات العصر الحديث ويعيش الناس حياتهم ببساطة، هناك نتعرف إلى عائلتين تسكنان القرية هما بو مالحة، وبو قعقور، ويصر كبير كل من العائلتين على إثبات تفوقه على الآخر وتميز أبنائه بمختلف الوسائل، فقط لإغاظة الطرف الآخر وإزعاجه، وتتوالى الأحداث في سلسلة من الحلقات، لكل منها قصتها المنفصلة عن غيرها.

ويبدو أن الحلقات المقبلة ستواكب التطورات الاجتماعية والسياسية أكثر، فتتطرّق إلى الثورتين التونسية والمصرية، وإلى خطابات الزعيم الليبي معمر القذافي، مروراً بتفاصيل يعيش على إيقاعها المجتمع العربي.

إذاً يبدو أنّ «الخربة» سيحقق النجاح المتوقّع، وما يزيد من وهجه عودة نجمين من كبار نجوم الدراما السورية.

ويجسد دريد لحام دور بو نمر كبير عائلة بو قعقور في دور يذكّر بشخصية أبو الفضل في مسرحية «غربة» خصوصاً لجهة اللهجة، ويعود لحام إلى العمل الدرامي بعد غياب أربع سنوات، كذلك يعود رشيد عساف إلى الدراما السورية للمرة الأولى من بوابة الكوميديا، ويجسّد عساف شخصية بو نايف، كبير عائلة بو مالحة الذي يصر على المبالغة في كل تفاصيل حياته لمنافسة نظيره بو نمر.

وسجلت الحلقات الأولى تميزاً في أداء الفنانين لأدوارهم، خصوصاً محمد حداقي، وأحمد الأحمد، وضحى الدبس، وباسم ياخور الذي يلعب دور توفيق، الرجل المحكوم من زوجته، ابنة بو نمر وتجسد دورها الفنانة ضحى الدبس.

كذلك، بدت الديكوارت، وتصميم الملابس، والمكياج، والموسيقى التصويرية واقعية أوحت بصدق البيئة، وقد حاول حجو الحفاظ على تقاليد الجنوب السوري، هكذا بعدما قدّم صورة عن بيئة الساحل السوري في «ضيعة ضايعة»، ها هو يقدم عملاً كوميدياً عن بيئة الجنوب، فنشاهد تقاليد أهالي هذه المنطقة، وأزياءهم، ونمط حياتهم اليومية التي بدأ بمشاهدتها العالم العربي

ويذكر أن المسلسل يعرض على أكثر من قناة ومن بينها «الفضائية السورية»، و«الدنيا» إضافة إلى «الجديد».

 

 

 

 

0 ردود

اترك رداً

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *