خلدون عليا – دمشق

نشر هذا المقال في مجلة سيدتي بتاريخ 16 حزيران عام 2018

قبل بداية الموسم الرمضاني كان مسلسل «الواق واق» أحد الأعمال المنتظرة وبقوة من قبل الجمهور لعودة الثنائي الليث حجو كمخرج وممدوح حمادة ككاتب بعمل جديد بعد تألقهما بأعمال لا تمحى من ذاكرة الجمهور وفي مقدمتها ضيعة ضايعة.

مع بداية العمل كان الجمهور ينتظر ما سيحمله العمل من مفاجآت وإسقاطات مختلفة، ولكن ربما المفاجأة الأولى كانت بعرض العمل على محطة جديدة انطلق بثها قبل أيام قليلة جداً من شهر رمضان المبارك وهو ما لم يتح للجمهور البحث عنها والتعرف عليها لمتابعة العمل ما شكل حالة ابتعاد نسبية عن المسلسل في ظل توفر المعروض من المسلسلات على الكثير من المحطات المعروفة والمشاهدة وخصوصاً في شهر رمضان المبارك.

وليتبع ذلك الخطأ الذي شكل لغطاً كبيراً عند المشاهدين بدمج جزء من الحلقة الأولى مع الثانية وجزء من الثانية مع الأولى وهو ما أدى إلى إعادة الحلقات من جديد لتكون الكبوة الثانية للعمل.

أما المفاجأة الأكبر فكانت بالنمط الجديد الذي قدمه حجو و حمادة وهو العمل الأقرب للمباشرة في مكامن لم يعتدها الجمهور كون أعمالهم السابقة كانت تحمل الإيحاء والإسقاط أكثر من طرق باب الحدث مباشرة أو تناوله بكلام مباشر بالإضافة إلى الزمن الذي استغرقه العمل للتحضير للشخصيات والتعريف بها تحضيراً لتقديمها في مجتمع «الواق واق» الجديد وذلك بعد غرق السفينة ونجاة ركباها ووصولهم إلى الجزيرة لبدء حياة جديدة بعد أن فقدوا الأمل بإمكانية النجاة على الأقل بشكل سريع حيث استغرق تجميع الشخصيات في المكان ذاته ومحاولته العيش و التأقلم مع بعضهم عدة حلقات وهو الأمر الذي أثار بعض النفور و الابتعاد من قبل الجمهور وخصوصاً ان العمل كان منتظراً.

بالمقابل فإن استمرار المتابعة لأكثر من خمس حلقات كشف للجمهور أن العمل يحمل فكرة وطرح جديد من قبل حمادة وحجو وبدأت محاكاة الواقع والتطرق للكثير من القضايا الشائكة بأسلوب لا يخلو الانتقاد المبطن أو الإشارة الصريحة أحياناً فبدأ العمل يشكل هويته الفكرية الجديدة التي قدمها حجو وحمادة بأسلوب جديد هذه المرة بعيداً عن المعتاد.

رهانات جديدة من قبل حجو على نجومه الذين أظهروا ما لديهم من قدرات مع تتالي حلقات العمل وعلى الرغم من أن نجم مثل باسم ياخور أعاد استخدام لهجته في «ضيعة ضايعة» إلا أنه بدا مختلفاً بشخصية «طنوس شيخ البحر» القبطان الفاشل الذي لا يجيد سوى إغراق السفن فيما بدا كل من رشيد عساف وشكران مرتجى وبقية نجوم العمل بطريقة أداء مختلفة تناسب الشكل العام للعمل وطريقة تقديم الافكار.

ولم يسلم سكان «الواق واق» من الانتقادات حيث كان التساؤل غريباً بعد كل ما حدث عن بقائهم بثياب مكوية رغم مرور الأيام والأشهر فإذا كان بإمكانهم غسلها فأين سيقومون بكويها في ظل عدم توفر الكهرباء مثلاً.

وبالمقابل فإن العمل قدم مجموعة من القضايا الشائكة تولدت وأعيد طرحها من مشاكل المجتمعات العربية وقدرتها على معالجة نكساتها وخيباتها.

من الواضح أن لجوء حجو وحمادة إلى هذا النمط المختلف عن أعمالهم السابقة شكل صدمة لدى عدد كبير من الجمهور وربما يعيد إلى الأذهان ما حدث مع «ضيعة ضايعة» عند عرضه الأول حيث لم يلق ذلك القبول إلا أنه ومع الإعادة أصبح واحد من أشهر الأعمال الكوميدية العربية وهو ما يمكن ان نراه في «الواق واق» بعرضه الثاني.. فهل سيسير على نفس النهج؟

0 ردود

اترك رداً

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *