روز سليمان
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2016-07-06 على الصفحة رقم 12 – صوت وصورة

لا تزال أغنية شارة مسلسل «ضيعة ضايعة» تحتلّ موقعاً جاذباً في الشارع السوري لا لبساطة كلماتها وسلاسة لحنها فقط، بل لأن صنّاع العمل تملّكهم هاجس الدفاع عن تفاصيله كافة، منذ لحظة التصوير الأولى حتى العرض.

في متابعة لشارات المسلسلات السورية هذا الموسم، يبدو واضحاً انفصالها عن مضمون العمل، مع بعض الاستثناءات في مسلسلات أدرك صنّاعها ضرورة التكامل في العمل.

تحضر في السياق «قلبي علينا»، أغنية مسلسل «الندم» من إخراج الليث حجو وكتابة حسن سامي يوسف، التي كتب كلماتها عدنان العودة، لحّنها ووزّعها إياد الريماوي وغناها مع كارمن توكمه جي، تقول: “قلبي عليك من فتنة في يديك أخذتني منك ولم تعدني إليك. قلبي علينا افترقنا حين التقينا وإذ توقفنا مشينا كل على درب كل بلا قلب كأننا ما تعارفنا وكأننا ما هوينا…”.

تأتي الكلمات صادقة منسجمة مع العمل إلى درجة يمكن الاعتقاد أن «هناء» بطلة العمل التي تؤدي شخصيتها دانة مارديني هي مَن تغني فعلاً، وهذا ليس غريباً عن الريماوي الذي صنع أفضل الشارات والموسيقى التصويرية لمسلسلات تلفزيونية.

في السياق أيضاً يتطابق المزاج الموسيقي وأغنية الشارة لمسلسل «أيام لا تنسى» من إخراج أيمن زيدان وكتابة فايزة علي مع الحالة الأدبية للعمل، وتحمل الأغنية التي غنتها ميادة بسيليس ولحنها سمير كويفاتي وكتب كلماتها أيمن زيدان روح العمل ومناخاتها حاسمة قادرة على قول ما لا يمكن للنص المأخوذ عن عمل روائي قوله: «احملني على جناح كلمة وطيّرني لأبعد سما تتصير خيوط قصتنا غيمة تجمعنا سوا.. نفرح ونجنّ نبكي ونحنّ لأيام ما بتنتسى».

صحيح أن «زوال» من إخراج أحمد ابراهيم الأحمد، وكتابة يحيى بيازي وزكي مارديني مسلسل اجتماعي، ومُفاد عن واقع مُعاش، لكن أغنية الشارة من غناء محمد مجذوب، موسيقى وألحان آري جان سرحان، وكلمات وديع خوري، عزّزت إظهار هوية وبيئة العمل، حيث الحكاية عن الخوف والقهر والحب والظلم والموت، تقول «عطشان دبلان الشجر الغيوم ما جابت مطر شو سال الدمع شلال.. بكرا الأمل وفوق أساطيح الشام النجوم سالت عسل وفوق حارات الشام بدر السما اكتمل».

من المهم التمييز بين أغنية الشارة المخصصة لمسلسل بوليسي، وتلك العائدة لمسلسل اجتماعي رومنسي أو مسلسل بيئة شامية، وليس عيباً أن تكتفي أعمالٌ بِشارة غير مغنّاة إن كانت الأغنية بعيدة عن هوية المسلسل.

في المقابل ليس من الضروري أن يصلح أي نصّ شعريّ، مهما كان كاتبه كبيراً، لموضوع المسلسل، كما أنه لم يعد مهمّاً اسم النجم الذي يغني الأغنية، فيحدث أن نتذكر شارات بعض الأعمال وننسى الحلقات الثلاثين والعكس.

أغنية مسلسل «أحمر» من إخراج جود سعيد، كتابة علي وجيه ويامن الحجلي مثلاً، – كتب كلماتها الشاعر نزيه أبو عفش ولحنها طاهر مامللي وغناها كل من ليندا بيطار وعاصم سكر وهمسة منيف ومحمد قباني وعبير البطل ومارك معراوي، تشكل بحد ذاتها عنصراً فنياً مستقلاً مهمّاً لكن لم تتمكّن من تحقيق وساطة دخول المُشاهد إلى العمل.

تقول كلمات الأغنية: «أبداً لا أرغب في الموت ولا يسعدني أن أراك ميتاً.. لا أحد راغب في الموت لا أحد قادر على الانتصار الآن الآن تعال نحتكم…» الأمر نفسه انسحب على «دومينو» وكثير من الأعمال هذا الموسم.

فهل يطّلع جميع كتّاب وملحني شارات الأعمال ومؤلفي موسيقاها على نصوص المسلسلات؟ أم أن البعض يكتفي بقراءة ملخص العمل فينتج شارة لا تمتّ إلى المسلسل بصلة؟

0 ردود

اترك رداً

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *