سمر يزبك – الحياة – 20 يوليو/تموز 2001

بعدما عمل طويلاً مخرجاً منفذاً في أعمال درامية كثيرة، من مثل «مرايا» و«خان الحرير» و«الثريا»، ها هو المخرج الشاب الليث حجو يفيد من هذه التجارب في السعي إلى إنجاز مشروعه الخاص، وهو مسلسل درامي بعنوان «بقعة ضوء»، كتبه عدد من الفنانين السوريين، مثل أيمن رضا وباسم ياخور ورافي وهبة وعمر حجو وعمار مصارع.

«بقعة ضوء» عبارة عن لوحات منفصلة بعضها عن بعض، ومدة كل حلقة منها 30 دقيقة، وتتضمن لوحات درامية اجتماعية ناقدة بطريقة كوميدية.

ويقول الليث حجو عن الافكار التي يطرحها العمل إن: “في مجموعة الأفكار التي يتناولها المسلسل، ما هو جديد وما هو مكرر درامياً، ويتمثل الجديد في طريقة تقديم هذه الافكار التي ترتبط اساساً بالممثل نفسه، إذ قد يكون في لوحة ما بطلاً لها، في حين نشاهده في لوحة اخرى يقول جملة او يعبر امام الكاميرا”.

ومن الممثلين المشاركين اندريه سكاف وعمر حجو وليلى جبر ووفاء موصللي وبسام كوسا وخالد تاجا.

لماذا هذا التوجه؟

– الغاية منه رفع مستوى اللوحة من خلال أداء الممثل، إذ نجعله يعمل على الشخصية، في تنويعات مختلفة.

 نلاحظ أن كتّاب العمل كثر؟

– لكي تكون اللوحات متنوعة في سويتها الفكرية وفي مواضيعها، للوصول الى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور.

ماذا عن الجانب الإخراجي للعمل؟

– هذه هي تجربتي الأولى في الإخراج الدرامي، علماً انني تعاملت مع كبار المخرجين السوريين، مخرجاً منفذاً في الكثير من الأعمال الدرامية، وآخرها «حكايا».

ويتابع حجو: “اخترت ان أخرج هذا العمل الكوميدي، لأن الكوميديا هي النوع المفضل لدي، وأقدمه في شكل واقعي، من دون المبالغة في تجسيده لنصل أو نقترب من الدراما.

عملت دراما واقعية مع هيثم حقي وياسر العظمة الذي قدم أهم الأعمال الكوميدية، وأفدت من هذين الخطين المختلفين، وكان خياري نحو الكوميديا الحياتية التي تعني المواطن مباشرة وتعبّر عن همومه.

ويضيف حجو: “كان لتجربتي كمخرج أن وضعتني في جو الإخراج، ومن حسن حظي أني تعاملت مع مخرجين هيأوا لي الفرصة للوقوف في موقع المسؤولية عن عمل درامي، فليس سهلاً على المرء أن يكون صاحب القرار الأول والأخير في صناعة عمل درامي فيه مجموعة عناصر تتطلب أن يكون بينهما هارموني وتآلف، ليخرج عملاً فنياً متناسقاً وصالحاً للعرض الجماهيري، ووجود الطاقم الفني والفنانين جعلني أكون مرتاحاً في أول يوم تصوير، إذ حققت نتيجة جيدة في مدة الانتاج التي وصلت الى 15 دقيقة درامية، وهذه نتيجة مقبولة في انتاج العمل الدرامي، رضيت عنها تقنياً وفنياً من موقعي كمخرج.

 

كيف كان اختيار الفنانين المشاركين في العمل؟

اختيارهم خضع لطبيعة اللوحات، وما يناسبها، وإن كانوا غير مشاركين في عدد كبير منها. والهدف من ذلك جودة اللوحة ونجاحها، من دون اعتبارات او محسوبيات، وساعدت في ذلك شركة الانتاج نفسها بما أمّنته للعمل من مستلزمات.

ويشارك في كتابة العمل والتمثيل الفنان رافي وهبة الذي تحدث عن كتاباته وطبيعة النصوص التي قدمها من خلال «بقعة ضوء»، فقال: “شاركت في مجموعة من اللوحات التي تقدم كل منها، خلال مدة قصيرة، أي من عشر دقائق إلى نحو خمس عشرة، ووجدت من خلال فكرة المسلسل فرصة لي للتعبير عن قضايا كثيرة في الحياة تلفتني”.

ويتابع حجو: “قدمت عشر لوحات ولا أعرف هل أقدم غيرها عن الجانب الإنساني لأناس مهمشين ومهملين من الذين أحببت أن اتحدث عنهم، واستعنت في بعض اللوحات بأعمال للكاتب التركي عزيز نيسن. وهناك لوحات مشتركة بيني وبين باسم ياخور وكذلك مع أيمن رضا”.

 

وهل هذه هي تجربتك الأولى في كتابة السيناريو؟

يجاوب حجو: “قدمت من قبل ثلاث سهرات تلفزيونية، ولكن في هذه اللوحات ثمة تركيز على عامل الزمن، كأن تقدم مقولة أو فكرة كثيفة تطرحها من خلال لوحة تقدمها في عشر دقائق او ربع ساعة. وأنا أميل الى هذا النمط من الأعمال، أكثر من اهتمامي بالأعمال الطويلة”.

 

وما الذي تقدمه أنت في هذا العمل ممثلاً؟

– في هذا العمل، نعتمد أننا نعمل كل لوحة او لوحتين معاً، لذلك لا يمكنك ان تعرف بعد خمس لوحات ماذا يمكن أن يكون دورك، لكن مشاركتي تتفاوت بين دور عابر وأدوار أساسية، وهذا ينطبق على جميع الممثلين المشاركين.

 

0 ردود

اترك رداً

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *